-->

اللغة وطبيعتها عند علماء النفس والاجتماع


أولا : اللغة وطبيعتها عند علماء النفس 

علماء النفس درسوا اللغة باعتبارها ظاهرة نفسية Phtnomene" "pychique، وأحد أنواع السلوك البشري المهمة التي تكشف عن نفس الإنسان وانفعالاته وسلوكه ومشاعره، ويقيسون بها مدى نضجه وادرا که . فتكوين الفرد النفسي يكشف عن تكوينه اللغوي، أي الألفاظ والعبارات التي يستخدمها وطرق تركيبها، كما يكشف عن العلل والعاهات اللغوية التي قد تصيب هذا الفرد وطرق علاجها والتخلص منها. وجعلوا لهذه الدراسة علما مستقلا هو "علم نفس اللغة أو "علم اللغة النفسي" Psycholinguistique ، وهو عندهم من أهم فروع علم اللغة التطبيقي" Linguistiqute، Appligue ومن تعريفات هذا العلم أنه: "دراسة اللغة الإنسانية وفهمها وإنتاجها واکتسابها". فهو علم "وسيط يمثل جسرا بربط العلوم التي تعالج النشاط اللغوي الإنساني، علوم اللغة والنفس والاجتماع والتربية. .


 ويعتبر من أحدث الفروع اللغوية المعاصرة، تعود بدايته إلى منتصف القرن العشرين في أمريكا، لكن سرعان ما انتشر في  بلدان العالم. وبعض اللغويين يرون أن لظهور نظرية اللغوي الأمريكي المعاصر "نعوم تشومسكي " générative, transformationnelle  التوليدية التحويلية  Noam Chomsky في اللغة الفضل في نشأة علم اللغة النفسي الباحث في علاقة اللغة بالعقل أو النفس؛ تلك النظرية التي بحثت مبني ي الجملة العميق structure profonde وعقدت الصلة بين التحليل اللغوي وبين نظرية التعلم والمعلومات، كما سنرى بعيد قليل.


ومن مجالات "علم اللغة النفسي دراسة العاقة بين اللغة والفكر وكيفية اكساب اللغة، وكيفية فهم الكلمات والجمل وسرعة ذلك، وصعوبات الفهم، والمعجم الذهني. كما تندرج تحت مواضيع علم اللغة النفسي: الازدواج اللغوي dglossrie وثنائية اللغة" bilinguisme تعايش لغتين جنبا إلى جنب في مجمع واحد ) وعلاتها بالذكاء والشخصية، ونظرية الأسلوب، والتطرق لدراسة أمراض العقل وعيوب الكلام المختلفة  المسببة للحن صوتيا وصرفيا ونحويا و دلايا، ودراسة اللغة الانفعالية ، وكيفية تعلم اللغات الأجنبية .


الازدواجية اللغوية ليست وقفا على لغة دون أخرى، ولكن طبيعة هذه الظاهرة، أي مدا الفجوة بن منتي اللغة، هي جوهر الحالة. لا أحد يتكلم كما يكب ويكتب كما يكلم. وكان بعض الدارسين ومنهم الدكتور أنيس فريحة ينادون بالتخلص من الازدواجية واستخدام لغة واحدة للحديث والكتابة، وإن كان قصد "فريحة" استعمال اللغة العامية، لغة الشعب التي يتم بها الفهم والإفهام، وعدم التقيد بالفصحى لأنها لا تعتبر في نظره لغة رديئة !


إن الثنائية اللغوية الكاملة –أي سيطرة شخص ما على لغتين بنفس القدر- من الحالات النادرة حقا . ومن المفروغ منه دلاليا أن للألفاظ معاني منطقية مشتركة عامة بين الناطقين باللغة الواحدة ومعاني أخرى نفسية خاصة.


ويعني "علم النفس ال لغوي" أيضا بالعمليات الدماغية عند الكتابة والقراءة والفهم، وتخزين الوحدات الدلالية والقواعد النحوية في العقل وعمليات الذاكرة. فالقواعد بمثابة الرابطة الضرورية بين المعنى وبين الصوت أو الرمز، ولا يجوز التكلم عن نظرية ثابتة للقواعد اللغوية بل عن حالة من التدفق والجران الدائم cotinuous flax ، والويل كل الويل لأصحاب لغات لا تواكب التطور الحضاري.


علماء النفس يقولون: إن اللغة ظاهرة نفسية اجتماعية فلسفية اذ أن عملها يقع في علم النفس. ويقول النفسانيون لعلماء اللغة: لقد حاولتم في القرون الثلاثة الأخيرة أن تحلوا مشاكل اللغة ولم تفلحوا ، فاتركوها لنا الان !


ثانيا : الغة عند علماء الأنسان والاجتماع :

اهتم علماء الاجتماع باللغة حيث إنها ظاهرة اجتماعية Phenomene Social وأكدوا على وظيفتها الخطيرة في المجتمع، وعلى علاقاتها بالظواهر الاجتماعية الأخرى، كما سنرى قريبا. 


وعلماء الأجناس البشرية أو "الأنسنة" Anthropoiogie يرون بأن اللغة تكشف لهم كثيرا من الحقائق من خلال الحفريات والنقوش والرسوم- عن الإسان، ومراحل تطوره وأجناسه المختلفة. . . ومن ذلك أن يشترك في تكلم لغة الواحدة أكثر من جنس واحد. وقد حدث أن خلط فقهاء اللغة بن اللغات والأجناس، فافترضوا أن الأقوام الذين يتكلمون لغة واحدة مشتركة لا بد أن يكونوا من جنس واحد مشترك، وهذه ليست الحقيقة، فهنود وزنوج أمريكا يكلمون الآن الإنجليزية، والأيرلنديون أيضا بعد ما فقدوا لفتهم "الكلتية" القديمة. فكل ما تدل عليه اللغة المشتركة هو حدوث اختلاط اجتماعي بن أجناس متعددة فحسب.